نقد كتاب عيون المعجزات



تحقيق: صاحب كتاب عيون المعجزات من الغلاة وليس منا 

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
أقول: وقفت على الكتاب المشهور بهذا الأعصار بعيون المعجزات المنسوب للسيّد المرتضى وأيضاً ينسب لأبو المختار الحسين بن عبد الوهاب، وفي هذا المقال القصير ناقشنا انتساب الكتاب ومراجعة المضامين الأساسية له ونقد متنه ولخصنا فيه إلى أنه لأحد الغلاة المفوضة وليس إمامي. 


عدم ثبوت نسبة الكتاب إلى السيّد المرتضى 

نسب هذا الكتاب إلى السيّد المرتضى رحمه الله وهو وهم، وأول من نسبه له السيّد هاشم البحراني في كتبه كمدينة المعاجز ولحقه العلامة المجلسيّ (رحمهما الله) في مقدمة البحار حيث قال: «وكتاب عيون المعجزات ينسب إليه. ولم يثبت عندي إلا أنه كتاب لطيف عندنا منه نسخة قديمة، ولعله من مؤلفات بعض قدماء المحدثين». 
أقول: صريح كلامه انه ليس للمرتضى لكنه في مواضع أخرى من بحار الأنوار نسب الكتاب جازماً له ولا يخلو نسبة الكتاب للسيد المرتضى من تهافت. 
وإليك البيان 
اولاً: بمراجعة ترجمة تلميذه ومعاصره النجاشي لأستاذه المرتضى لم يذكر لا من قريب ولا بعيد عن هذا الكتاب ولا عنوان مشابه له وإليك كلامه
 «صنف كتبا منها: تفسير سورة الحمد وقطعة من سورة البقرة، تفسير قوله تعالى: {قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ ما حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ} ، الكلام على من تعلق بقوله: {وَ لَقَدْ كَرَّمْنا بَنِي آدَمَ وَ حَمَلْناهُمْ فِي الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ} ، تفسير قوله: {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ جُناحٌ فِيما طَعِمُوا} ، كتاب الموضح عن جهة إعجاز القرآن وهو الكتاب المعروف بالصرفة، وكتاب الملخص في أصول الدين، كتاب الذخيرة، كتاب جمل العلم والعمل، كتاب تقريب الأصول، الرد على يحيى بن عدي، كتاب الرد على يحيى أيضا، في اعتراضه دليل الموحدين في حدوث الأجسام، الرد عليه في مسألة سماها طبيعة المسلمين، مسألة في كونه تعالى عالما، مسألة في الإرادة، مسألة أخرى في الإرادة، كتاب تنزيه الأنبياء والأئمة، مسألة في التوبة، مسألة في قبل السلطان الولاية من قبل السلطان، كتاب الشافي في الإمامة، كتاب المقنع في الغيبة، كتاب الخلاف في أصول الفقه، مسألة في التأكيد، مسألة في دليل الخطاب، المصباح في الفقه، شرح مسائل الخلاف، مسألة في المتعة، المسائل المحمديات خمس مسائل، المسائل البادرائيات أربع وعشرون مسألة، المسائل الموصليات ثلاث في الوعيد والقياس والاعتماد، المسائل المصريات الأوائل خمس مسائل، الثانية، المسائل الرمليات سبع مسائل، المسائل التبانية ثلاث مسائل سأل عنها السلطان، كتاب الغرر، كتاب الوعيد، كتاب الذريعة، تفسير قصيدته، كتاب مسائل انفرادات الإمامية وما ظن انفرادها به، مات رضي الله عنه لخمس بقين من شهر ربيع الأول سنة ست وثلاثين وأربعمائة، وصلى عليه ابنه في داره ودفن فيها، وتوليت غسله ومعي الشريف أبو يعلى محمد بن الحسن الجعفري، وسلار بن عبد العزيز». [رجال النجاشي] 

ثانياً: صاحب الكتاب ذكر انه شرع في تأليف كتابه عام ٤٤٨ وهذا يعني انه بدء بتأليف الكتاب بعد وفاة المرتضى بإثني عشر سنة!! [رياض العلماء، ج٢] 

فالحاصل نسبة الكتاب للسيد المرتضى باطلة جزماً وغير صحيحة 


مجهولية المؤلف تماماً 

مؤلف هذا الكتاب وهو الحسين بن عبد الوهاب الشعراني مجهول المذهب والهوية والسيرة والحياة تماماً، وبحثت جاهداً ولم أجد احد ترجم له ووثقه من المتقدمين أو حتى رووا عنه بعض الروايات فالرجل مجهول مهمل، نعم أثنى عليه بعض العلماء كالأفندي في رياض العلماء والميرزا النوري في مستدرك الوسائل وآغا بزرك الطهراني في الذريعة وغيرهم، لكن كل هؤلاء من متأخري المتأخرين ولا شك ان مدحهم له إجتهاد حدسي منهم لا يقدم ولا يؤخر شيء فالرجل مجهول وإن اصر بعض المتأخرين على توثيقه وجلالتة. 


مذهب المؤلف 

اما مذهب مؤلفنا المجهول فيمكننا معرفته من خلال مقدمة كتابه حيث يقول: «استخرت الله واستعنت به في تأليف شطر وافر من براهين الأئمّة الطاهرين صلوات الله علیهم أجمعين ومعجزاتهم ودلائلهم مما لا يخالفنا فيه المرتفعة والمفوضة القائلون بالظاهر والباطن، وكذلك المقصرة في الإمامة، ولا ينفرد برواية خبر منه أحد منهم، ومن رام من المرتفعة ان يقف على ما ينفردون به هم من ذلك فعليه بتفحيص كتاب لي سميته كتاب الهداية إلى الحق فإنه يشمل على حقائق توحيد الله سبحانه وحكمته وعدله». [مقدمة الكتاب، أخذنا موضع الشاهد] 

قد يقول قائل أين صرح بمذهبه في هذا العبارة؟
أقول: قد وصف المصنف فرقة المفوضة بأنهم مؤمنين بالظاهر والباطن ولا يخفى عليك ان هذا الوصف عظيم الشرف يناله خواص الشيعة ومؤمنيهم ومحتملي أمرهم وليس كل من هب ودب من منتحلي التشيع، 

(بصائر الدرجات) : عَنِ اَلْهَيْثَمِ بْنِ عُرْوَةَ اَلتَّمِيمِيِّ قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ : «يَا هَيْثَمُ اَلتَّمِيمِيُّ إِنَّ قَوْماً آمَنُوا بِالظَّاهِرِ وَ كَفَرُوا بِالْبَاطِنِ، فَلَمْ يَنْفَعْهُمْ شَيْءٌ، وَ جَاءَ قَوْمٌ مِنْ بَعْدِهِمْ فَآمَنُوا بِالْبَاطِنِ وَ كَفَرُوا بِالظَّاهِرِ فَلَمْ يَنْفَعْهُمْ ذَلِكَ شَيْئاً، وَ لاَ إِيمَانٌ ظَاهِرٌ إِلاَّ بِبَاطِنٍ، وَ لاَ بَاطِنٌ إِلاَّ بِظَاهِرٍ». 

(الزيارة الجامعة الكبيرة) : «مُؤْمِنٌ بِسِرِّكُمْ وَ عَلاَنِيَتِكُمْ وَ شَاهِدِكُمْ وَ غَائِبِكُمْ». 

فهو يرى المفوضة ممن تنطبق عليه هذا الأوصاف البليغة ويرتضي مذهبهم! ومما يشير إلى كونه من فرقة المفوضة هو قوله: «المقصرة في الإمامة». 
مصطلح التقصير ورمي الأخرين بالجهل والتقصير في معرفة الأئمة الطاهرين والقصور عن معرفة حقهم وفضلهم هو من دأب المفوضة وغمزهم للشيعة الإمامية به لا غير. ومما لاحظته هو ترضيه ونقله الكثير عن أبو القاسم علي بن أحمد الكوفي المخمس الذي كان له مقالة في الغلو تعرف بالتخميس وهي كما قال العلامة الحلي: «ومعني التخميس عند الغلاة لعنهم الله ان سلمان الفارسي والمقداد وعمار وأبا ذر وعمر بن أمية الضمري، هم الموكلون بمصالح العالم، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا».
أنظر ترجمة الكوفي [رجال النجاشي، الضعفاء لإبن الغضائري، الخلاصة للحلي] 
فالرجل من المفوضة على لسانه فلماذا الإصرار على إماميته؟؟ 


وصفه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بالسيّد 

من الأمور التي يمتاز بها الغلاة والمفوضة هي وصفهم وتلقيبهم النبي الأكرم صلى الله علیه وآله بالسيّد ولا شك ولا ريب أنه سيد الخلق وخير الورى، ولكن وصفه بهذا الوصف أصبح من مختصات كتب الغلاة والنصيرية ولا وجود له في كتب الإمامية كالكافي أو الإحتجاج
ذكر المؤلف حديثاً عن الرسول صلى الله عليه وآله وأطلق عليه وصف السيّد كما قلنا سابقاً، والغريب في الأمر أن المؤلف نسب الحديث إلى سُليم بن قيس الهلالي وعند مراجعة جميع نسخ الكتاب(كتاب سُليم) تبين عدم وجود هذا الحديث فلا ندري من أين جاء به المؤلف؟ (١)


 بتر حديث الجمجمة 

نقل المؤلف حديثاً عن امير المؤمنين عليه السلام في كلامه مع دلف والعجيب في الأمر أنه نص على ان الله أحيى المجموعة الغالية التي قالت مقالة عبد الله بن سبإ!!! مع ان الثابت هو إحراقهم وهلاكهم لا رجوعهم بأحسن حال كما نقل المصنّف!! 
وللأسف فإن المؤلف حذف هذه الفقرة المهمّة التي نقلها شاذان بن جبرئيل في الفضائل«فسمع بذلك أمير المؤمنين (ع) فضاق صدره واحضرهم وقال يا قوم غلب عليكم الشيطان إن انا الا عبد الله أنعم علي بإمامته وولايته ووصيته رسوله صلى الله عليه وآله فأرجعوا عن الكفر فانا عبد الله وابن عبده ومحمد صلى الله عليه وآله خير مني وهو أيضا عبد الله وان نحن إلا بشر مثلكم». [الفضائل] (٢)


التناسخ في الكتاب

ذكر المؤلف حديثاً غريباً وفيه ان يهودياً اشترى سمكتين فقال له امير المؤمنين عليه السلام 
«بكم اشتريت أبويك من بني إسرائيل»! 
ليرد عليه اليهودي ويصيغ المؤلف قصة غريبة ملخصْها أن السمكتين كانتا والدين هذا اليهودي المسكين وليعلم القارئ ان هذه الروايات وأمثالها من التناسخ وقد يقول قائل أن هذا مسخ لا نسخ 
ولكن بمراجعة الأخبار يظهر إن المسوخ ماتوا جميعاً بعد مسخهم بفترة ولم يبق منهم ذرية وفي أنواع المسوخ لم يرد السمك بشيء. 
فالحقيقة أن الخبر في حقيقتة خبر تناسخ صريح مخالف للأخبار الصحيحة الواردة في مصادر الشيعة الإمامية (٣)

(عيون اخبار الرضا علیه السلام) : قَالَ أَبُو اَلْحَسَنِ اَلرِّضَا عَلَيْهِ السَّلاَمُ : «مَنْ قَالَ بِالتَّنَاسُخِ فَهُوَ كَافِرٌ ثُمَّ قَالَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ لَعَنَ اَللَّهُ اَلْغُلاَةَ أَلاَ كَانُوا يَهُوداً أَلاَ كَانُوا مَجُوساً أَلاَ كَانُوا نَصَارَى أَلاَ كَانُوا قَدَرِيَّةً أَلاَ كَانُوا مُرْجِئَةً أَلاَ كَانُوا حَرُورِيَّةً ثُمَّ قَالَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ لاَ تُقَاعِدُوهُمْ وَ لاَ تُصَادِقُوهُمْ وَ اِبْرَءُوا مِنْهُمْ بَرِئَ اَللَّهُ مِنْهُمْ».

(عيون اخبار الرضا علیه السلام) : قَالَ اَلْمَأْمُونُ لِلرِّضَا عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ : «يَا أَبَا اَلْحَسَنِ مَا تَقُولُ فِي اَلْقَائِلِينَ بِالتَّنَاسُخِ ؟ فَقَالَ اَلرِّضَا عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ : مَنْ قَالَ بِالتَّنَاسُخِ فَهُوَ كَافِرٌ بِاللَّهِ اَلْعَظِيمِ، يَكْذِبُ بِالْجَنَّةِ وَ اَلنَّارِ». 


حكاية العلقة الرابية في فرج الجارية

لست بصدد التحدث عن واقعية الحكاية ومدى صدقها وصحتها من عدمها ولكن ما يلفت في النهاية
عندما قال الرجل لأمير المؤمنين عليه السلام : «أشهد إنك ما في الأرحام وما في الضمائر»! (٤)

أقول: هذا مخالف للقرآن الكريم 

{ إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [سورة لقمان]


عن الإمام الصادق (عليه السلام) : «قال لي أبي: ألا أخبرك بخمسة لم يطلع الله عليها أحدا من خلقه، قلت: بلى، قال: { إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}. [الخصال للشيخ الصدوق رحمه الله]. 

قال الصادق عليه السلام «هذه الخمسة 
أشياء لم يطلع عليها ملك مقرب ولا نبي مرسل وهي من صفات الله عز وجل». [تفسير القمي رحمه الله]

وقد وضحنا الأمر في منشور سابق بعنوان لا يعلم الساعة الا الله 
رابط المنشور: https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=pfbid02btuwrmhHHtvMvW8psQgmhBbYKB7HxBiKfAAZA8ieBic4nwK2pkFZK7PfA1aXNLvnl&id=100077882362765&mibextid=Nif5oz

تسمية الزهراء عليها السلام بأسم فاطر

من أهم ما يتميز الغلاة والنصيرية أنهم يطلقون على النبي صلى الله عليه وآله السيد ميم وعلى علي عليه السلام عين وعلى سلمان الفارسي رحمه الله سين او سلسل وعلى فاطمة الزهراء عليها السلام بفاطر ولا يخفى أن هذا الأسم من تفردات الكتاب ولا يوجد في أي مصادر أخرى والصحيح هو ان الله اشتق أسمها من اسمه لا سماها بأسمه سلام الله عليها! 

قال المؤلف: «وكان اسمها في الدار الدنيا فاطم 👈وفاطر 👉والزهراء والبتول والحصان والحوراء والسيدة والصديقة ومريم الكبرى». (٥)

ولادة الحسن والحسين من فخذ الزهراء! 

من أهم ما تفرد به الغلاة والنصيرية هو قولهم بولادة الأئمّة عليهم السلام من الفخذ وهذا واضح في كتبهم وقال به كبارهم ورووا عن الرواية كالحسين بن حمدان الخصيبي في الهداية الكبرى وغيره

قال المؤلف: «وروي ان فاطمة عليها السلام ولدت الحسن والحسين من فخذها الأيسر وروى أن مريم (ع) ولدت المسيح (ع) من فخذها الأيمن وجدت هذه الحكايات في كتاب الأنوار وفي كتب كثيرة». (٦) والحديث رواه الصدوق رحمه الله في الخصال دون زيادة "الفخذ الأيمن"! 

نقله عن الحسين بن حمدان الخصيبي 

من المعلوم ان الحسين بن حمدان الخصيبي من كبار رؤؤس الغلاة وشيوخهم وهذا مشهور معروف حتى انه كتب احد اهم كتب النصيرية وهي الرسالة الرستباشية وكان لعلماء الجرح والتعديل الإمامية موقف سلبي منه لغلوه وكذبه
قال النجاشي: «الحسين بن حمدان الخصيبي الحصيني الجنبلائي، أبو عبد الله، كان فاسد المذهب». وقال ابن الغضائري: «كذاب فاسد المذهب، صاحب مقالة ملعونة لا يلتفت إليه». 
وسنتحدث في مقال آخر عن الحسين بن حمدان وآثاره الفكرية إن شاء الله تعالى. (٧)


الترضي على أحد كبار الغلاة إسحاق بن أبان 

من الغريب ومما يقطع الشك باليقين على غلو المؤلف وابتعاده عن طريق أصحابنا الإمامية ترضيه على إسحاق بن محمد بن أحمد بن أبان المعروف بالبصري والذي كان غالياً وإليه تنسب الإسحاقية 
قال ابن الغضائري: «إسحاق بن محمد بن أحمد بن أبان بن مرار، يكنى أبا يعقوب، الأحمر.فاسد المذهب، كذاب في الرواية، وضاع للحديث لا يلتفت إلى ما رواه، ولا يرتفع بحديثه. وللعياشي معه خبر في وضعه للحديث مشهور». 
أقول: خبر العياشي رحمه الله مع إسحاق هذا في وضع الحديث نقله محمد بن عمر الكشي (رحمه الله) في كتاب الرجال قال: «و أما أبو يعقوب إسحاق بن محمد البصري، فإنه كان غاليا، وسرت إليه إلى بغداد لأكتب عنده عنه وسألته كتابا أنسخه، فأخرج إلي من أحاديث المفضل بن عمر، في التفويض، فلم أرغب فيه، فأخرج إلي من أحاديث مشيخته من الثقات ورأيته مولعا بالحمامات المراعيش، ويمسكها، ويروي في فضل إمساكها أحاديث». [رجال الكشي] 
ونقل الذهبي عن النوبختي: «وقال الحسن بن يحيى النوبختي في الرد على الغلاة، مع أن النُّوبَخْتيّ من فُضَلاء الشِّيعة، قَالَ: وكان مِمَّنْ جوّد الْجُنُون فِي الغُلُوّ فِي عصرنا إِسْحَاق بْن محمد المعروف بالأحمر. يزْعُم أنْ علّيًا هُوَ الله، وأنّه يظهر فِي كلّ وقت. فهو الْحَسَن فِي وقت، وكذلك هُوَ الْحُسَيْن، وهو واحد. وهو الَّذِي بعث بمحمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: وقال في كتاب له: لو كانوا ألفًا لكانوا واحدًا. كان راوية للحديث. قَالَ: وعمل كتابًا ذكر أنّه كتاب «التّوحيد» ، فجاء به بجنونٍ وتخليطٍ لا يُتَوهّمان، فضلًا عن أنّه يدلّ عليهما. وكان مِمَّنْ يقول: باطن صلاة الظُّهر محمد لإظهار الدّعوة». [تاريخ الإسلام للذهبي] 
أقول: كما عرفت أن الرجل وضاع للحديث كما في خبر محمد بن مسعود العياشي كذاب في الرواية كما نقل عنه النجاشي وإبن الغضائري صاحب مقالة ملعونة كما نسب إليه النوبختي! 
وللمراجعة [الضعفاء لإبن الغضائري، رجال الكشي، فهرست النجاشي، تاريخ الإسلام للذهبي، تاريخ بغداد للخطيب البغدادي] وغيرها من المصادر عن الفرقة الإسحاقية التي ترضى المؤلف على مؤسسها! 
(٨)


معاشر الأوصياء لا نحمل في البطون! 

من المشهور عن الغلاة والنصيرية تفردهم بهذا الحديث «انا معاشر الأوصياء لا نحمل في
البطون ولكنا نحمل الجنوب». (٩)
أقول: هذا النص المزعوم مخالف للمنصوص الثابت ان الإمام يولد في بطن أمه 


(بصائر الدرجات) : قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام «الْإِمَامُ يَسْمَعُ الصَّوْتَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ». 

(تفسير القمي) : عن أَبِي‏ عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ‏ «إِذَا خَلَقَ اللَّهُ الْإِمَامَ فِي بَطْنِ‏ أُمِّهِ». 

(كامل الزيارات) : «أَشهدُ أنك كنتَ نوراً في الأصلاب الشامخة والأرحام المطهَّرة، لم تنجِّسْك الجاهليةُ بأنجاسها ولم تُلْبسْك من مُدْلهمّات ثيابها». 


خاتمة:
يستدل الكثير ممن ضعف تحقيقه على أحاديث وروايات هذا الكتاب في إثبات ما ذهب إليه من غلو وتفويض ونسبة إلى الأئمّة عليهم السلام أشياء لم ينسبوها لأنفسهم، وفي الحقيقة اكثر روايات هذا الكتاب تخليط لم ترد في مصادرنا بشيء بل البعض منه أشبه بالقصص الخيالية التي يستحيل تصديقها بمنطق العقل والنقل السليم. وما أثبتناه كان كافياً في إثبات غلو المؤلف وابتعاده عن أصحابنا الإمامية (رحمهم الله) وفي النهاية لا ندعي أننا استوفينا التحقيق في هذا الكتاب على أتم وجه بل عند المراجعة للقارئ الكريم يتضح له المزيد ونسأل الله العلي العظيم ان يوفقنا لنشر المزيد من هذه التحقيقات المفيدة كما نأمل من الأخوة الأفاضل أن يتحفونا بإضافاتهم وتعليقاتهم أكون شاكراً. 
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم. 

__________________________________________
(١) عيون المعجزات، ص٨، منشورات المطبعة الحيدرية 
(٢)عيون المعجزات، ص١١، نفس الطبعة 
(٣)عيون المعجزات، ص١٤، نفس الطبعة 
(٤) عيون المعجزات، ص١٨
(٥)عيون المعجزات، ص٤٦
(٦)عيون المعجزات، ص٥١
(٧)عيون المعجزات، ص١٠١
(٨)عيون المعجزات، ص١٢٦
(٩)عيون المعجزات، ص١٢٨
العجيب أن طبعة المكتبة الحيدرية حذفت الترضي على إسحاق بن أبان في حين نقله محقق الكتاب في طبعة مجمع الإمام الحسين عليه السلام كما هو!! 


















تعليقات